عمرو عبيد (القاهرة)

تناولت دراسة أكاديمية تمت مناقشتها في جامعة زولولاند بجنوب أفريقيا، بالمشاركة مع أحد المراكز التابعة للفيفا في برشلونة بإسبانيا، بعض العوامل التي تؤثر على قرارات لاعبي كرة القدم من الفئة الأولى الخاصة بانتقالاتهم بين أندية العالم المختلفة، وانتهت تلك الدراسة، إلى أن الحنين إلى الوطن وضرورة وجود الأسرة وبعض الأصدقاء، يتصدران قائمة أبرز العوامل التي تترك آثارها على انسجام اللاعب مع فريقه الجديد، وتشجعه على الاستمرار والتركيز في اللعب فقط من دون الانشغال بأمور أخرى، وشملت الدراسة الإفريقية عينة تكونت من 41 لاعباً ولاعبة لكرة القدم، تتراوح أعمارهم بين 17 و 42، بينهم 30 لاعباً من القارة الأوروبية مثلوا 73% من قوام هذا البحث الأكاديمي.
وتؤكد الأحداث الكروية صحة ما جاء في هذه الدراسة، حيث قرر المدافع الإنجليزي المخضرم جون تيري، إلغاء فكرة الانتقال إلى صفوف فريق سبارتاك موسكو الروسي قبل أسابيع قليلة، رغم اجتيازه الاختبارات الطبية وقتها، وأعلن قائد تشيلسي السابق عن رفضه إتمام عملية الانتقال موجهاً الاعتذار لجماهير ومسؤولي النادي الروسي، وجاء رفض تيري بسبب عدم رغبته في الابتعاد عن أسرته التي لم توافق على الانتقال معه إلى موسكو والإصرار على البقاء في إنجلترا، وهو ما دفع اللاعب لاتخاذ هذا القرار، والمعروف أن الدولي الإنجليزي السابق يُعد لاعباً حراً بعد رحيله عن فريق أستون فيلا هذا الصيف، عقب هبوط الأخير إلى دوري الدرجة الأولى في بلاده، وقضى صاحب الـ 37 عاماً ما يقارب نصف عمره مدافعاً عن قميص البلوز منذ عام 1998 حتى موسم 2016/‏‏2017، عندما أعلن رحيله عن صفوف تشيلسي والانتقال إلى أستون فيلا، الذي لعب له في الموسم الماضي فقط، وتيري هو ثالث ترتيب أكثر اللاعبين مشاركة مع البلوز عبر التاريخ، بـ 717 مباراة، وسجل له 67 هدفاً في كل البطولات، كما حصد مع فريق القلعة الزرقاء 5 بطولات في البريميرليج، وهي كل ما حققه البلوز في الحقبة الحديثة، بجانب ألقاب أخرى أهمها دوري الأبطال الأوروبي في موسم 2011/‏‏2012 وكذلك يوروبا ليج في نسخة 2012/‏‏2013.
ويبدو أن البلوز على موعد دائم مع اللاعبين الذين تحدد أسرهم وعاطفتهم مسارهم وتؤثر على قراراتهم، إذ أصر الحارس البلجيكي الدولي، ثيبو كورتوا، على الرحيل عن صفوف تشيلسي في الميركاتو الصيفي الأخير، من أجل الذهاب إلى مدريد التي يعيش فيها أفراد أسرته، وعلى الرغم من الوضع الحرج الذي مر به البلوز في نهاية فترة الانتقالات، بسبب البحث عن بديل كفء للحارس المميز، كما أن العرض المالي الذي قدمه الريال لم يكن لائقاً بقيمة وموهبة كورتوا، إلا أن إصرار البلجيكي على الرحيل، أجبر إدارة تشيلسي على الموافقة بمقابل أقل من نصف قيمته السوقية الحقيقية، بجانب الحصول على اللاعب كوفاسيتش على سبيل الإعارة، في حين سجل النادي رقماً قياسياً في التعاقد مع كيبا أريزابالاجا من صفوف أتلتيك بلباو بمقابل بلغ 80 مليون يورو !
الحارس الإسباني الأول حالياً، دي خيا، ظل هو الآخر يطالب إدارة مانشستر يونايتد بالموافقة على انتقاله إلى ريال مدريد، من أجل العودة إلى العاصمة الإسبانية التي نشأ فيها، وهو ما أكده وكيله في تصريحات عديدة خلال السنوات القليلة الماضية، لكن حارس لاروخا تماسك مؤخراً وقرر الاستمرار مع الشياطين، في ظل تغلبه على شعور الحنين إلى الأسرة والوطن، وهو ما لم يتمكن الإيفواري الأسطوري، ديديه دروجبا، من التأقلم معه في بداية مسيرته الكروية، بحسب ما رواه عمه الذي احتضنه في فرنسا من أجل صناعة لاعب كرة قدم محترف، لكن دروجبا لم يتحمل في البداية وعاد إلى أسرته في كوت ديفوار لمدة 3 سنوات، قبل أن يعيد الكرة في فرنسا ملتحقاً بفريق لو مان، إلا أنه لم يتمكن من الظهور بمستوى جيد، حيث أحرز 12 هدفاً فقط في 60 مباراة، وقال عمه إن الفيل الإيفواري الأشهر في التاريخ ظل يعاني لمدة 4 سنوات، حتى تخلص من عقدة الحنين وانخرط في عمله الكروي الناجح.

زوجة مودريتش تدفعه للرحيل
أكدت تقارير إعلامية أن زوجة لوكا مودريتش، أفضل لاعب في أوروبا، تولت القيام بالتفاوض والتواصل مع إدارة إنترناسيونالي الإيطالي من أجل انتقال لوكا إلى صفوف النيرآتزوري خلال الميركاتو الأخير، ولم تكن تلك هي المرة الأولى، إذ كاد مودريتش يرحل عن صفوف الملكي في عام 2014، بسبب رفض زوجته الالتحاق به في مدريد، لأنها لم تتأقلم على العيش هناك، لكنها قررت لاحقاً البقاء في العاصمة الإسبانية لمؤازرة زوجها الذي انطلق في رحلة نجاح كبرى، ويبدو أنها عادت للضغط عليه من أجل الرحيل إلى إيطاليا، وهو ما أطلق الإشاعات الأخيرة.
وكانت زوجة لاعب الميرنجي السابق، تشابي ألونسو، هي السبب الأول في رحيله إلى بايرن ميونيخ عام 2014 أيضاً، بحسب العديد من التقارير الصحفية آنذاك، وكان داني ألفيش البرازيلي تراجع فجأة عن اللحاق بمدربه القدير بيب جوارديولا، في مانشستر سيتي بعد عام واحد من الانتقال إلى يوفنتوس، ورغم أن ألفيش كان قاب قوسين أو أدنى من ارتداء قميص السماوي، فإنه غير وجهته إلى بي أس جي من أجل زوجته، حيث صرح قائلاً إنها تعشق باريس، ولهذا عدل عن قراره في اللحظات الأخيرة !